الفنان عبدالله السالم من مدينة حائل .. اشتهر بصوته العذب والرائع
تاب الله عليه .. فأصبح مؤذن في احد المساجد ثم اماما للمسجد
واليم احبتي قصة توبته على لسانه:
بداياته بأغنية:
واقف على بابكم ولهان ومسير
بسال عن اللي سال محبوب الصغير
نهايته مســــــك
سبب توبة الفنان / عبد الله السالم
يقول :
بعد ليلة طويلة ، قضيتها مع أصحاب السوء ، مع المثقلين بالسيئات ، المبعدين عن الطاعات
قضيتها معهم باللو ، والسهر والغناء ، وديدن رتيب ممل مضحك مبكي ، يشعر العاقل في خضمه أنه لا قيمة له ،
ولا حاجة اليه ، كل ليلة على هذا المنوال ، فلما تدحرجت عقارب الساعة ، واستقرت على ضفاف الهزيع الاخير من الليل ،
ركبت سيارتي وعدت الى المنزل ، فكانت الساعة وقتئذ تشير الى الثالثة بعد منتصف الليل ، فتحت باب المنزل ودخلت ، فاذا بجد تي يرحمها الله ،
قد افترشت سجادتها ، في ناحية من البيت ، ومضت في صلوات كثيرة وطويلة ،
لم أحص لها عدا ، إلا أنني أذكر أنها كانت تصلي وهي جالسة ،
فقد تعبت من الوقوف ، فآثرت الوقوف بين يدي الرؤوف عن الوقوف ،
فاستمرت في صلاتها قاعدة ، فاستوقفتني لحظات الرحمة والتوفيق ،
من الغفور الرحيم لأقف أنظر اليها وهي تصلي ، غير عابئة بالنائمين ،
ولا مكترثة بالداخلين والخارجين ، فأحسست من تلك اللحظة ، بشيء غريب ينتابني ،
وكأن شيئا ما سيحدث في حياتي ، ثم دخلت غرفتي ، حاولت النوم ، فلم يكن لي منه نصيب ،
فأصبحت صورة هذه العجوز في مخيلتي ، وأمام عيني ، ومن حولي ، وفي كل مكان من غرفتي ،
يا الله ، ما ذا أصابني ، ثم عدت أرسل الفكر والتأمل في نفسي وحياتي ،
وشبابي وصلابة عودي ، وقوتي وفتوتي ، كيف أبدد هذه النعمة في معصيةِ اهبها ،
وهذه العجوز ، التي جلست على حافة القبر ، تتهجد وهي جالسة ، تعبت من الوقوف ،
لا شك بأنها تحب أن تصلي وهي واقفة ، فما الذي منعها ، انه الكبر والهرم ،
إذا لا شك إنها تتمنى أنها في شبابي ، وأنا أضيع هذا الشباب
ثم من يضمن لي أن أعيش حتى ابلغ ما بلغت من العمر ،
فسرحت في تأملات ، خالطها صوت المؤذن وهو ينادي لصلاة الفجر ( الصلاة خير من النوم ) قلت أين النوم ،
الأمر أعظم من النوم ، القضية مفترق طريق ، ولا بد أن أتخذ قرارا سريعا ، فسألت الله عز وجل أن يعينني ،
فإذا بي أشم رائحة التوبة ، وأذوق طعمها ،
وإذابقلبي يخضع لوابل الرحمة فتتفجر منه أنهار الأيمان ( وان من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار ) ،
فشعرت كأنني أولد من جديد ، فخرجت إلى المسجد ،
وكنت أول الداخلين من المصلين بعد المؤذن ، فصليت سنة الفجر ،
وتناولت المصحف ، وشرعت اتلوا آياته ، وأتأملها ، فإذا بها تخاطبني ، وتواسيني ،
وتزيل عني هموم الذنوب والخطايا ، بسعة رحمة رب البرايا ،
فما زلت كذلك ، فإذا بيد تمتد نحوي لتصافحني ، فمددت يدي ،
ونظرت إلى صاحبها ، فإذا به والدي رحمه الله رحمةً واسعة ، وكان كل شيء يتوقعه مني ،
إلا أن يجد ني في المسجد ، فنظر إلى نظر لا تغيب عني أبدا ، نظرة لا أستطيع وصفها ،
بها كل الأحاسيس والمشاعر مختلطة ، احتضنتها عبرة جاشت في فؤاده رحمه الله ، فارتمت على آثارها المدامع فوق خديه